الفتة” هي أحد الأطعمة التقليدية والشهيرة في معظم بلدان الشرق الأوسط، وتعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الغذائي للمنطقة، حيث يتم تحضيرها بمكونات محلية تعكس تنوع المنطقة وتاريخها الغني.
في الفترة الأخيرة، أحاطت الفتة العديد من القصص والأساطير، وتعددت الآراء حول أصولها.
ما هو أصل الفتة؟ ومتى ظهرت؟
رحلة تاريخية لأصل الفتة
في الحقيقة، هناك روايتان لأصل الفتة، تقول الرواية الأولى أن هذا الطبق شامي الأصل، وأنه انتقل إلى المصريين الذين أضافوا لمساتهم الخاصة عليه.
في بلاد الشام، يختلف أهل الشام في تحضير الفتة حيث يضاف الحمص بدلاً من اللحم وتعرف باسم “التسقية”، ومع تطور الزمن، أبدعوا في تطويرها لأنواع مختلفة مثل (فتة الشاورما).
أما الرواية الأخرى، فتعود إلى الفاطميين، حيث اعتاد الطهاة داخل قصور الأمراء على تحضير أطباق الفتة وتوزيعها على الشعب في عيد الأضحى.
رحلة قديمة منذ عصر الفراعنة
أكد مؤرخو الطعام أن أصل الفتة قديم للغاية، يعود لعدة قرون إلى عصر “المصريين القدماء” بمصر، حيث كان الملوك يحبونها كثيرًا، وكانت تُعتبر أكلتهم المقدسة. كانوا يصنعونها من “فتات” الخبز مع المرق، ولذلك أطلقوا عليها اسم “الفتة”.
أول وصفة للفتة في التاريخ
استدل المؤرخون على ذلك من خلال نقوش معبد سونيك، التي تشير إلى قصة كاهنة مصرية تُدعى “كارا”.
ذبحت كارا خروفًا وحشته بالبرغل والبصل والباذنجان المقلي، وفتت فيه قطع العيش وأضافت إليه المرق والثوم والخل والبصل، ووزعته على المصريين في عيد الإله.
الوجبة الرسمية لعيد الأضحى
ومع مرور الزمن، أصبحت الفتة الوجبة الأكثر شعبية بين المصريين، وكانت وجبتهم الرسمية في الأعياد، ولا سيما عيد الأضحى.
رحلة الفتة من المصريين إلى العثمانيين
انتقلت الفتة بعد ذلك إلى الفاطميين، حيث ازدهر تناولها بشكل كبير وأضيفت إليها الصلصة لتعطيها نكهة مميزة، وكان الفاطميون يكثرون من الذبائح في أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بتحضير أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالًا بتلك المناسبة.
ومع مرور العصور ووصولًا إلى العصر العثماني، أصبحت الفتة من الوجبات الرئيسية في ولائم كبار الدولة، حيث ارتبطت بعيد الأضحى لما يتوافر فيه من لحوم الأضاحي، ومن ثم انتقلت إلى بلاد الشام والخليج.