فرص واعدة وتحديات لوجستية أمام صادرات مصر من المربى في الأسواق الدولية

0

نظم المجلس التصديري للصناعات الغذائية ندوة إلكترونية عبر تطبيق “زووم” تحت عنوان “استكشاف الطلب العالمي على المربى ومحضرات الفاكهة وإمكانات التصدير في مصر”، بمشاركة واسعة من الشركات المصدرة وخبراء القطاع. وتناولت الندوة أحدث التقارير المحلية والدولية المتعلقة بالبنـد الجمركي 2007، في ضوء النمو المتصاعد في الطلب العالمي على هذه المنتجات.

استعرض المجلس خلال الندوة أداء صادرات مصر من المربى والهريس خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن صادرات 2024 بلغت 55 مليون دولار، إلا أن نحو 8 ملايين دولار من هذه القيمة تعود إلى المركزات، ما يعني أن الصادرات الفعلية من المربى الصريح سجلت نحو 47 مليون دولار. وتم تسجيل كمية صادرات بلغت 36 ألف طن، بينما بلغت قيمة النصف الأول من 2025 نحو 26 مليون دولار، بتراجع طفيف قدره 4% مقارنة بنفس الفترة من 2024.

وأشار المجلس إلى أن صادرات 2024 توزعت على ثلاثة بنود فرعية، جاء في مقدمتها البند 2007.99 الخاص بالمربى والجيلي غير الحمضي بقيمة 30 مليون دولار، يليه البند 2007.10 الخاص بالمحضرات المتجانسة لغذاء الأطفال والأغراض الغذائية الخاصة بقيمة 24 مليون دولار، وأخيرًا البند 2007.91 المتعلق بمشتقات الحمضيات بقيمة 745 ألف دولار. وتتوزع السوق المحلية بين شركتين إلى ثلاث شركات رئيسية في كل بند فرعي، بما يعكس التركيز العالي في هذا القطاع.

وفيما يخص الأسواق المستوردة من مصر، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في عام 2024 بقيمة 10 ملايين دولار، تليها المملكة العربية السعودية بنحو 5.9 مليون دولار، ثم أسواق مثل هولندا، السودان، كينيا، الإمارات، فلسطين، الكويت، ألمانيا، وليبيا. وتمثل السوق الأمريكية والسعودية معًا نحو 30% من إجمالي الصادرات المصرية، وهو ما يجعل منهما محورًا استراتيجيًا يجب البناء عليه.

أظهرت الندوة أن الطلب العالمي على منتجات المربى شهد نموًا واضحًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، بمتوسط نمو سنوي 9%، ووصلت قيمة الواردات العالمية إلى 4.3 مليار دولار في عام 2024، بكمية تقدر بـ1.6 مليون طن، وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول المستوردة بحصة 15% من السوق العالمية، تليها ألمانيا وفرنسا، أما على صعيد الدول المصدرة، فجاءت فرنسا في الصدارة، تليها إيطاليا وتركيا التي سجلت معدل نمو قوي بنسبة 24% في 2024.

واستعرض المجلس خلال الندوة التوقعات المستقبلية لصادرات مصر من منتجات المربى حتى عام 2029، استنادًا إلى بيانات مركز التجارة الدولية، والتي أظهرت فرصًا تصديرية واعدة للبند الجمركي 200799 في أسواق مثل كندا والأردن بقيمة محتملة تبلغ 3.6 مليون دولار لكل منهما، إلى جانب روسيا، إيطاليا، السعودية، الإمارات، فرنسا، إسبانيا، وهولندا، المانيا وتوقع المجلس أن تتجاوز القيمة الإضافية الممكنة في هذه الأسواق حاجز 25 مليون دولار.

أما البند 2007.10 المتعلق بالمحضرات الغذائية الخاصة، فتظهر فيه فرص تصديرية جديدة في كندا، إنجلترا، الإمارات، العراق، إيطاليا، كازاخستان، الجزائر، وليبيا، في مقابل تراجع متوقع في أسواق مثل الولايات المتحدة، هولندا، والسعودية، وبالنسبة للبند 2007.91، الخاص بمربات الحمضيات، ورغم تواضع قيمته الحالية، إلا أنه يحمل إمكانات كبيرة في أسواق متنوعة مثل الولايات المتحدة، إنجلترا، الصين، ماليزيا، ألمانيا، فرنسا، فلسطين، إثيوبيا، عمان، والعراق.

وأجمعت مداخلات المشاركين من الشركات على أن الأسواق الدولية، خصوصًا أمريكا الشمالية وأفريقيا، تمثل فرصًا حقيقية، لكنها تتطلب استعدادات خاصة من الشركات المصرية، بما في ذلك تكييف المواصفات الفنية والملصقات، وتوفير المعلومات الدقيقة عن الأسواق المستهدفة، كما تم التأكيد على أن اتفاقيات التجارة الحرة، مثل الاتفاقية القارية الأفريقية، سيكون لها دور محوري في تسهيل النفاذ للأسواق.

ورغم التحديات المتمثلة في ارتفاع تكاليف الشحن، والتي تصل إلى 2000 دولار للحاوية في الأسواق الأمريكية، و12 ألف دولار في بعض أسواق أفريقيا، إلا أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية حقيقية في قطاع المربى، مثل جودة الفاكهة وأسعارها المناسبة وانخفاض الرسوم الجمركية في عدد من الأسواق مقارنة بالدول المنافسة.

واختتم المجلس الندوة بالتأكيد على التزامه بمساندة الشركات المصدرة، وتوفير البيانات والتحليلات اللازمة لتمكينها من التوسع في أسواق جديدة، ورفع قدرة مصر التنافسية في صناعة الأغذية عالميًا، بما ينسجم مع خطة الدولة لتعزيز الصادرات وفتح أسواق غير تقليدية.